
الفيديو التشجيعي
المحاضرة الكاملة
لقطات مقطعة (قريبا)
…
النص المكتوب
المقدمة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
اللهم اجعل محمدا وآل محمد حصني من المكاره، ومعقِلي من المخاوف، ونجّني بهم من كل عدوٍ طاغ وفاسق باغ، ومن شر ما أعرِفُ وما اُنكر، وما استتر عليّ وما اُبصر، إن ربي على صراط مستقيم.
أهلا وسهلا بكم أحبتي في هذه الكلمة حول مفهوم الذكاء الاصطناعي
قبل أن نبدأ، جدير بالذكر بأن هذه المحاضرة ليست تأييدا لفكرة الذكاء الاصطناعي ولا اعتراضا عليها، بل هي محاولة فتح أفق. هذه المحاضرة تساعدنا على فهم آخر التطورات الموجودة في العالم ومعرفة استغلالها في الحاضر والمستقبل.
عند سماع مصطلح الذكاء الاصطناعي تتداعي الكثير من التصورات في أذهاننا. البعض مثلا قد يتصور المساعد الشخصي كسيري وإليكسا وقوقل في الهواتف الذكية، والبعض قد يتصور أفلام مثل ترمينيتور أو آي روبوت أو ماتريكس مثلا.
على أي حال، ينبغي لنا أن نتعرف على هذا المفهوم المهم جدا في زماننا الحالي، مختصر عن سيره التاريخي، قدراته وإمكانياته، النظريات الموجودة حوله، استفادته في العلوم المختلفة، وكيف لنا أن نستخدمه في العلوم الإسلامية.
خاصة بأن الإمام الخامنئي قد أوصى بأن الجمهورية الإسلامية يجب أن تكون ضمن الدول العشرة الأوائل في قضية الذكاء الاصطناعي.
ما هو الذكاء أولا؟
- هناك فئة تقول بأن الذكاء هو قدرة الإنسان على التكيف مع الأوضاع المحيطة له، فإذا استطاع أن يتصرف بطريقة صحيحة في كل موقف فهو إنسان ذكي.
- فئة أخرى مصرة على ربط الذكاء بالقدرة على التعلم، فكلما استطاع أن يتعلم بسهولة أكثر وبشكل أوسع فهو إنسان أذكى.
- فئة تقول بأن التعلم ليس ذكاء بل القدرة على التحليل وانتزاع الأفكار الجديدة من المعلومات السابقة هو الذكاء، فكلما استطاع الإنسان أن يكون متفكرا يستنبط أشياء جديدة فهو إنسان ذكي.
- فئة تختصر الذكاء في الحفظ. بعبارة أخرى الذكاء هو نفسه العلامة التي تحصل عليها في الامتحان.
ويمكن الجمع بين كل هذه التعاريف بالقول بأن الذكاء هو القدرة على إدراك الارتباط بين الظواهر. فالذي يريد أن يدرك يجب أن يتعلم، يجب أن يتكيف مع الظواهر، يجب أن يكون قادرا على التحليل والربط، وكذلك في مقام الإبراز يجب أن يكون حافظا قادرا على البيان.
طبعا الكلام في الذكاء يطول كثيرا وقد يحتاج إلى عدة محاضرات، هل الذكاء وراثي أو تربوي؟ هل يعتمد على الكم أو الكيف؟ ما هي أنواع الذكاء؟ فالبعض قد قسمه إلى ١٢٠ نوع. أو ما هو الذكاء العاطفي مثلا؟ كيف نستطيع قياس مقدار الذكاء وتقييمه؟ ما ربط الذكاء بالعلوم الأخرى كالتربية، الرياضة، علم النفس، السياسة وما شابه؟
ما يهمنا الآن أن نعرف إجمالا ما هو الذكاء حتى ننتقل إلى المحور التالي وهو:
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. من أهم هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة.
طبعا لم يستطع أحدهم حتى الآن أن يعرف الذكاء الاصطناعي، لأن هناك اختلاف أصلا في معنى الذكاء في العلوم الفلسفية ولكن كل التعريفات التي تعرّف بها الذكاء الاصطناعي تريد أن تقول أحد هذه الأشياء:
- أنظمة تفكّر بطريقة منطقية
- أنظمة تعمل وتتصرف بطريقة منطقية
- أنظمة تفكر كالإنسان
- أنظمة تتصرف كالإنسان
لو أردنا أن نبسط مفهوم الذكاء الاصطناعي لكي يفهمه الجميع نقول: إذا أراد أحدهم أن يسوق سيارة، قبل كل شيء يجب أن يتعلم بعض المعلومات حول السيارة. يجب أن يعرف مثلا كيف يشغّل السيارة، كيف يستعمل التبديل والدواسات لكي يحرك السيارة. كذلك ينبغي أن يتعلم إشارات المرور ويحفظها في ذاكرته. على هذا الأساس يستطيع السائق أن يتخذ القرارات الصحيحة عند السياقة.
كذلك بالنسبة إلى أجهزة الحاسوب. الحاسوب يتعلم باستخدام تجميع البيانات، وباستخدام خوارزميات تربط فيما بينها وتستنتج أمورا
منذ متى يتم العمل على الذكاء الاصطناعي؟
تم تحويل الذكاء الاصطناعي إلى تخصص أكاديمي في سنة ١٩٥٦م وبرفقة بعض الأساتذة في الجامعة ومساعدة تلامذتهم استطاعوا أخذ الخطوات الأولى نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي وكانت انعكاسات الإعلام تلقب إنجازاتهم بألفاظ مثل “عجيب”.
ذكر السير التاريخي للذكاء الاصطناعي أمر يطول كثيرا، كيف أنه بدأ بصناعة ألعاب بسيطة يحاكي الذكاء الاصطناعي فيه الذكاء البشري، وانتهى في فترة الثمانينات بجمود بعد أن عرضت على العلماء مشاكل كثيرة برمجية لم يستطيعوا حلها، فتوقفت الدول عن استثمار مبالغها في هذا المجال، فجاء ما يسمى بفترة “شتاء الذكاء الاصطناعي”.
ومن ثم باختراع أجهزة جديدة لحل هذه المشاكل ارتفع سوق الذكاء الاصطناعي مرة أخرى في التسعينات وما فجره كان خسارة بطل العالم في الشطرنج «گري كاسباروف» مقابل كمبيوتر Deep Blue سنة ١٩٩٧
في عقد ٢٠١٠ يمكن رؤية ازدهار الذكاء الاصطناعي في حياة عموم البشر. في ٢٠١١ حصلت المسابقة المشهورة باسم «جيوباردي» على التلفزيون وهي مسابقة حول المعلومات العامة. حضر أقوى شخصين من فائزي هذه المسابقة، وفي مقابلهم كمبيوتر واتسون من شركة IBM، بحيث فاز الكمبيوتر عليهما بفارق كبير.
من بعد ذلك تم إصدار كاميرات لأجهزة الألعاب، بحيث كانت قادرة على فهم المحيط بشكل ثلاثي الأبعاد، وشيئا فشيئا تم تزويد أجهزة الهاتف بمساعدين صوتيين. ثم قام الذكاء الاصطناعي بالفوز على بطل لعبة Go حيث كانت هذه اللعبة معقدة أكثر بكثير من لعبة الشطرنج وهذا كان يدل على عظمة قدرات الذكاء الاصطناعي وإمكانياته في المستقبل.
إلى أن وصلنا إلى يومنا الحالي حيث هناك عشرات الآلاف من مشاريع الذكاء الاصطناعي في العالم، وجميع الشركات العظمى بنحو أو آخر يستفيدون من الذكاء الاصطناعي في خدماتهم.
كيف يتم تجميع المعلومات؟
- الألعاب (اللهجات البحرينية)
- الإنترنت
- السوشيال ميديا
ما هي قدرات الذكاء الاصطناعي
- عرض المعلومات
- القدرة على البرمجة
- التعلم بنفسه من أخطائه أو بواسطة إشراف بشري
- التكلم بلغات ولهجات بشرية
- إدراك التمايزات والتشابهات
- نقل وتعديل الأشياء؛ كما يحصل في برامج التصميم
- الذكاء العام والجامع
- الإجابة على الأسئلة التي لم يعط للذكاء الاصطناعي جوابا عليها بانعطاف كبير وبالاستناد إلى بنك المعلومات
- تجزئة وتحليل المعلومات وأخذ النتيجة
ما هي الأدوات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي
- الخوارزميات الرياضية فائقة السرعة
- علم المنطق الصوري
- الشبكات العصبية الاصطناعية (نيورولنكس – تينور)
- إحصائيات
- احتمالات
- علم النفس
- علم اللغة
- الفلسفة لفهم كيفية عمل عقل الإنسان وأخلاقيات خلق الكائنات
الفرق بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري
الإدراك
الحاسوب في طريقته لا يمكن أن يدرك وأن يعي ما ينتجه، ولكنه قادر بشكل كبير على الربط بين الأنماط المتكررة.
لفهم هذا الكلام لا بد من تبسيطه بمثال:
افترضوا بأن هناك شخص صيني يعمل كمرشد سياحي، ومع مرور السنين يصبح عنده خبرة بالأسئلة الشائعة التي قد يسألها السياح. فهو من أجل تسهيل العملية، يقوم بكتابة هذه الأسئلة العشرة مثلا ويوفرها للسياح، ويحتفظ بالجواب عنده في أوراق أخرى. من الآن وصاعدا، السياح يقومون بذكر رقم السؤال، ويستلمون الجواب على ذلك السؤال بشكل كتبي. هنا من الواضح بأن عمل المرشد سيصبح أكثر سهولة ودقة. بل حتى لا حاجة لمعرفة اللغة الصينية، لأن جواب كل سؤال يرتبط برقم السؤال. من هنا، يستطيع الشخص الصيني أن يوظف مثلا زميل له بدلا عنه حتى لو لم يكن يعرف اللغة الصينية.
الحاسوب أيضا يعمل تقريبا بهذا الشكل، يعني أنه يوفر أجوبة للأسئلة بسرعة ودقة من دون الحاجة إلى الإدراك والوعي. طبعا هذا المثال ما زال ليس دقيقا بالكامل، ولكي نبين كيفية عمل الحاسوب بشكل أوضح، لا بد من حذف أرقام الأسئلة كذلك. يعني ذلك أننا يجب أن نفترض بأن السياح في غرفة فيها أزرار، وكل زر مرتبط بسؤال مرتبط بشكل ميكانيكي مع الجواب والسياح بالضغط على بعض الأزرار يحصلون عى أجوبتهم. هنا حتى لا حاجة إلى زميل الصيني. الآن إن قمنا بتقليل حجم الغرفة وتسريع الحصول على الإجابة، فإنا نملك حاسوبا ابتدائيا.
اختلاف هذا الحاسوب مع المرشد السياحي هو أن هذا الحاسوب لا يملك وعيا ولكن يملك سرعة ودقة غير قابلة للخطأ. بالإضافة إلى أن المرشد السياحي الذي في مثالنا من الممكن أن يجيب ويتكيف على سؤال جديد لم يُطرح من قبل، أو يأتي بعدة أجوبة على الأسئلة السابقة، أو يتكيف مع جنس المخاطب إن كان رجلا أو امرأة، أو عمره إن كان طفلا أو كبيرا، أو مستوى علمه إن كان أميا أو خبيرا، أو حالته النفسية، إن سأل وهو حزين أو غضبان أو ما شابه.
الحافز أو الدافع
لا يخفى بأن الكثير من الشركات التي تعمل على الذكاء الاصطناعي دافعها اقتصادي، فالعلم في يد الشركات الاقتصادية، وينظرون إلى البيانات بدافع اقتصادي، وهذا كثيرا ما يؤثر في النتيجة المقدمة.
والذي يريد أن يبحث أو يحقق في شيء ما ويصل إلى صدقه أو كذبه، لا بد أن يكون له دافع. على سبيل المثال: يريد أن يكون وجيها، يريد أن يحصل على المال، يريد أن يبيع المعلومة، يريد أن يشعر بالنشاط، يريد أن يساعد الآخرين، يريد أن يؤثر على أصدقائه. بعبارة أخرى علة طرح موضوع يختلف عن دليل الموضوع. الدليل قد يكون حقيقا وصحيحا، ولكن العلة قد تكون للأمثلة التي ذكرناها.
في المقابل هناك الإسلام، حيث يريد تربية علماء بدوافع غير اقتصادية، بل أخلاقية، أو سياسية حقة، أو دينية، ليبحثوا عن صدق الأشياء.
الآن السؤال الذي يطرح نفسه:
بين الدافع الاقتصادي والدافع الأخلاقي، أيهما يضمن احتمالية الصدق والحقيقة بشكل أكبر؟ هل كلام عالم مبني على القيم الأخلاقية جدير بالثقة أكثر؟ أو كلام برنامج ذكاء اصطناعي صُنع من قبل عالم يبحث عن الفائدة الاقتصادية؟
النتيجة الثابتة والنتيجة المتغيرة
الإنسان بإمكانه أن يعطي جوابا أي نتيجة على شيء ما بناء على الخصوصيات الموجودة في الطرف المقابل، فكما ذكرنا جنس المخاطب، عمره، مستواه التعليمي، بلده، لغته، تربيته، عقائده، هذه كلها تلعب دورا كبيرا في تغيير الجواب المعطى إليه. وفي هذا التغيير نوع من الترجيح.. أي أنا رجحت مثلا بأن أتكلم بلغة بسيطة أمام طفل بدلا من اللغة الصعبة المعقدة، لأن المرجح هو أن الطفل سيفهمني بشكل أفضل.
أما الآن في الذكاء الاصطناعي لا وجود لإجابات متغيرة متعددة بناء على هذه الخصوصيات، فهناك جواب واحد، وإن طلبت من البرنامج أن يعطيك جوابا آخر، يقوم بإعادة صياغته ولكن من دون أي ترجيح، وهذا من سنشاهده معا عند تجربة برنامج كرافت لكتابة الملاحظات بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
النظريات حول الذكاء الاصطناعي
هناك نظريات فيما يتعلق بمفهوم الذكاء الاصطناعي واستخداماته في الإسلام
- النظرية الأولى قائلة بأن الذكاء الاصطناعي لا فائدة منه أبدا في الإسلام، فالإسلام لا يمكن فهمه من خلال البرمجيات وأدوات التكنولوجيا.
- النظرية الأخرى تقول بأن الذكاء الاصطناعي أداة من الأدوات، فكما أن البحث في الكتب إلكترونيا لم يكن متوفرا وبمجيئه سهّل الكثير على الباحثين والعلماء فكذلك الذكاء الاصطناعي. القائلون بهذه النظرية يعتقدون بأن المفاهيم الإسلامية تعيش حالة من الانفصالية فيما بينها، فالذي مثلا يدرس الصرف والنحو والمنطق والرجال والفلسفة لا يستطيع أن يربط بينها ويجعل منها منظومة متكاملة، حتى وإن استطاع فالتحليل يكون ناقصا.
فلنفترض بأن علم الصرف فيه ٣٠٠ مسألة، والنحو ٥٠٠ مسألة، وعلم الأصول ١٠٠٠ مسألة، والفلسفة فيها ٥٠٠٠ مسألة وكل هذه المسائل مرتبطة ببعضها البعض، وإن أردنا حل مسألة فقهية أو عقائدية يجب استحضار جميع هذه المسائل ووضعها بعين الاعتبار أي ٣٠٠ ضرب ٥٠٠ ضرب ١٠٠٠ ضرب ٥٠٠٠ وهذا ليس ممكنا.
فالذكاء الاصطناعي له استفادات كثيرة في شتى العلوم؛ فكيف لا استفادة له في العلوم الإسلامية؟ على سبيل المثال:
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
الطب
يقوم شركة DeepMind المملوكة من قبل شركة قوقل باستخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على عقارات جديدة لأمراض معينة، عن طريق البيانات المتوفرة عندها حول جميع الأدوية والأعشاب وفوائدها وتجارب الآخرين معها.
فمثلا لو هناك دواء ألف استخدمه المريض مع الدواء باء واكتشفوا أنهما يتعارضان مع بعضهما البعض في الذين لديهم الحالة المرضية المعينة وعمر معين مثلا فالنظام الذكي هذا يقوم بنفسه باكتشاف هذه الارتباطات بين الأدوية، الحالات المرضية، الأعمار، الجنس، العرق، نوعية التغذية وما شابه، وبالتالي استنتاج نتائج معينة أو حتى اكتشاف أدوية جديدة.
كذلك إيران قامت بإنشاء روبوتات تقوم بعملية الجراحة عن بعد؛ حتى أنها قامت بتصديرها إلى بعض الدول كماليزيا؛ وهذه التقنية لا تملكها إلا دول قليلة.
الاقتصاد
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلل مثلا نسبة العرض والطلب في السوق من خلال تحليل الشهور من السنة التي يرتفع الطلب على خدمة أو بضاعة معينة والتنبؤ بذلك قبل فترة ما لتوفير البضاعة
إيران قامت بصناعة نظام يستطيع معرفة التلوثات الموجودة في علب الطعام وإخراجها من دائرة التعليب في المصانع الإيرانية، بعض هذه التلوثات لم تكن ترى حتى باستخدام العين.
أو أن هناك شركات سيارات تقوم بصناعة سيارات مثل شركة تسلا، بحيث تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي؛ من قبيل السياقة التلقائية وما شابه.
الفضاء المجازي
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر أو انستغرام لفهم الأنماط السلوكية، منع نشر المحتويات الإجرامية وكذلك معرفة المخاطبين المستهدفين للإعلانات.
الترفيه
هناك الآن ألعاب تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي؛ بعض الألعاب حتى تم ترقيتها إلى نسخ جديدة لأجهزة اللعب الجديدة فقط بالذكاء الاصطناعي.
المحاماة
وهو في ازدياد، عبر إعطاء الذكاء الاصطناعي بعض البيانات حول قضايا معينة وبالتالي الحصول على نسبة فوز أو خسارة القضية أمام القضاة، أو كتابة العقود الناجحة بين الطرفين عن طريق تجنب أو تعديل البنود التي عادة تنجر إلى خلافات عقيمة بينهما.
الأمن
نظام فراشِنا لإحراز هوية الأشخاص وعدم الحاجة إلى إظهار الجواز أو البطاقة الشخصية
علم المعاني
أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم الإسلامية ، على سبيل المثال ، يمكن أن يكون في علم اللغة. في علم اللغة اليوم ، لدينا مشكلتان أساسيتان، إحداهما أنه على الرغم من أن مناقشة اللغة أكثر شدة وحساسية اليوم مما كانت عليه في الماضي، إلا أننا لا نستطيع رؤية أي تعريف دقيق للكلمات، بل إن التعريفات عرفية وغير دقيقة بشكل عام؛ لأن الطريقة المعتادة لعلماء اللغة في مناقشة الكلمات هي استقراء معنى الكلمة في الاستخدام العرفي واستخلاص معنى عام منها، وهذا هو سبب عدم توصل كثير من فقهائنا إلى معنى نهائي في الكلمات؛ مثلا حول معنى كلمة الغناء في المكاسب لم نصل حتى الآن إلى تعريف جامع. مشكلة أخرى هي أنه لا يوجد تفاهم بين آراء اللغويين بالكلمات، أو أن هناك تضادّا، أو حتى تناقضًا.
مثلا، لدينا ما لا يقل عن خمس كلمات لكلمة “حزن” في القرآن: غم، هم، بث، وحزن، وكرب، ولكن هل كلها متساوية من حيث المعنى؟ في حياتنا اليومية، أحيانًا نواجه معنى الاكتئاب، وأحيانًا القلق، وأحيانًا الشعور بالضيق من عمل شخص ما، وأحيانًا الشعور بالحزن، ولكن كل من تلك المعاني تعادل أي كلمة في القرآن؟
في الذكاء الاصطناعي، نستطيع معرفة ما هي المرادفات، المتشابهات، والأضداد المتصلة لهذه الكلمة نستطيع أن نصل إلى معنى جيد ودقيق للكلمات، على سبيل المثال في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، عندما نرى كلمة كرب يوجد كشف في مقابلها، وعندما نرى كلمة الهم يكون الفرج في مقابلها، وعندما نرى الغم يكون التنفيس في مقابلها؛ وهذا يدل على معنى هذه الكلمات.
أو مثلا، لدينا خمسة أنواع من الذنوب في القرآن، نستخدمها جميعًا بنفس المعنى، بينما هي مختلفة، ولا يستخدم القرآن وأهل البيت (ع) كلمة بدلا عن كلمة أخرى، وعلى الرغم من أن هذه الكلمات لها نفس المعنى في الطبقة العرفية، لكنها تختلف عن بعضها البعض في الطبقة التمايزية؛ ويكتشف الذكاء الاصطناعي هذا الاختلاف، لذلك يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في الدلالات المعجمية في علم المعاجم من خلال اكتشاف العلاقة بين هذه الكلمات والقيام بعمل إحصائي عليها، وهو ما يصعب إجراؤه يدويًا.
عندما نقول إن القرآن تبيان لكل شيء، فهذا يعني أننا يجب أن نكون قادرين على جعل طبقة التمايز مستقلة عن التشتتات الفكرية للغويين، و هذا ممكن من خلال الذكاء الاصطناعي، وسيساعد على التبيين الأصلي.
علم الصرف
إن علم الصرف وُجد لكي يقول ما هو في الحقيقة الفعل والاسم والحرف، كما يُذكر في كتاب الصرف البسيط:
إن موضوع علم الصرف هو الكلمة، ويُبحث عن خصوصياتها وهيكليتها، وفائدته معرفة الكلمات ومعانيها وأيضا بناء الكلمات المناسبة للمعاني المختلفة
ولكن هل نحن في الواقع فقط نحتاج إلى هكذا صرف؟ أو أنه علينا أن نوجد صرفا تركيبيا وممنهجا بدقة؟
إن الصرف ينبغي أن يخرج من حالة العزلة، ويصبح صرفا تركيبيا ممنهجا وهذه المسألة تنحل بالذكاء الاصطناعي.
فمثلا عندما نقول “الكافرون” و “الذين كفروا” يجب أن يكون هناك فرقا من جهة المدلول الصرفي، أي إننا في القرآن نمتلك تركيبات صرفية مختلفة. أين ينبغي البحث في هذا الموضوع؟
في هذا السياق، يعتبر تعامل الصرف مع الأصول من البحوث المهمة، إذا قمنا بتوصيل مسائل علم الصرف بمسائل علم الأصول، نستطيع أن نصل إلى مدلولات أعمق.
وكثير من البرامج التي تحلل الكلمات الصرفية تحللها بنفسها بشكل فردي، فاليوم إذا أعطينا طالب علم كلمتين مترادفتين في الظاهر ولكن بينهما تمايزات، هل يستطيع أن يجد التمايز بينهما؟ بهذا الصرف الفردي لا يمكن ذلك. هذا الطالب يجب أن يستخدم هذه الكلمة في بنية الجمل التي يستفيد منها، في حل المشكلات الفردية والاجتماعية، ولا يمكن ذلك إلا بإنشاء نظام صرف ممنهج باستخدام الذكاء الاصطناعي.
هنا الذكاء الاصطناعي يستطيع بأن يحلل لنا الكلمات من الناحية الصرفية، الأوزان، المشتقات، وتعميق معانيها بربطها بعلوم أخرى.
تخيلوا طالب علم يذهب إلى موقع ويكتب مثلا “درس” فالذكاء الاصطناعي يعطيه مشتقات هذه الكلمة، والأوزان، ومعنى كل اشتقاق واستخدامه في جملة من باب المثال.
علم النحو
علم النحو تم إنشاؤه لاكتشاف نظام الاتصال بين المفاهيم على مستوى الجملة، ولكن على سبيل المثال، تحتوي بعض جمل القرآن على ستة طبقات، على سبيل المثال، هو مبتدأ وخبره جملة فعلية. هذه الجملة الفعلية في نفسها تمتلك فعلا وفاعلا وغيره؛ وعندما نسأل الطالب عن العلاقة بين هذه الطبقات ومعناها، لا يمكنه الإجابة لأن النحو أصبح معقدا إلى درجة تخلّف عن غرضه الأصلي، بينما الذكاء الاصطناعي بالتأثير والتأثر من علم النحو، يمكنه أن يبسط هذه الطبقات الموجودة في الجملة.
كذلك يمكن للذكاء الاصطناعي بعد تغذيته جميع الكتب النحوية وآراء النحويين بأن يعرب الجمل القرآنية والروائية ويبين آراء علماء اللغة المشهورة في القضايا النحوية.
علم المنطق
لدينا نفس المشكلة في علم المنطق، على سبيل المثال، نعلم الطلاب النوع الأول من القياس، أنه إذا كان ألف هو باء؛ وباء هو جيم؛ فيجب أن يكون جيم هو ألف في ظل ظروف معينة، لكن العديد من القضايا المنطقية القرآنية ليست بهذه البساطة والترتيب الواضح.
في المنطق لدينا مفهومان باسم الموضوع والمحمول؛ فمثلا علي عادل، علي هو الموضوع وعادل هو المحمول؛ فنحن حملنا العدل على علي. ولكن ليست جميع العبارات موضوعها ومحمولها واضحان. مثلا عبارة “الذين آمنوا” هي المحمول؛ فما هو الموضوع؟ نقول “المؤمنون”. الآن ماذا يجب أن نفعل لتأسيس علاقة بينهما؟ من الصعب أن نقول إن “المؤمنون” هم نفس “المؤمنون” حتى نتمكن من استخدام النوع الأول من القياس هنا، ولكن من ناحية أخرى، فهم ليسوا متباينان، أو ليسوا من نوع عموم وخصوص مطلق أو من وجه. إذن، ما الذي يجب أن نفعله حتى لا نفقد المدلول الاستنتاجي بسهولة، وهنا مرة أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي مع الكلاسترينگ والتصنيف استقصاء جميع هذه الحالات وتطوير علم المنطق من هذه الناحية.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن نعطيه مثلا فقرة أو جملة وهو بنفسه يتحقق هل هو صحيح من الناحية المنطقية؟ أو أنه يقوم بتحويله إلى قضية منطقية.
مثلا نقول: المؤمن من أهل التقوى
فيحول الجملة إلى قضية منطقية فنحصل على:
المؤمن يراقب الله في جميع حالاته
الذي يراقب الله في جميع حالاته هو من أهل التقوى
إذن المؤمن من أهل التقوى
علم الرجال
كذلك في علم الرجال، الجمهورية الإسلامية قد أنشأت نظامًا فائق الخبرة للتحقق من رجال الحديث، يمكن للفقيه أن يحصل على صحة اعتبار رجال الرواية من خلال إدخال مبانيه الخاصة.
مثلا هل الفقيه يقبل بقول الرجالي المتأخر؟ أو فقط المتقدمين؟ هل الإطمئنان عنده حجة أو لا؟ هل يعتبر في وثوقه الشهادة ام لا؟ هل يعتبر الحس في قول الرجال أو الحدس؟
الفقه
في الواقع، من جملة الأمور التي تساهم في اختلاف الفتوى عند الفقهاء هو أن الآراء والمسائل في العلوم قد كثرت، وإن لم يقم الذكاء الاصطناعي بربط هذه العلوم المختلفة ببعضها البعض، لا نستطيع أن نصل إلى فتاوى مطابقة مع أقل احتمال في الخطأ.
كذلك يمكن للذكاء الاصطناعي تفكيك وتجزئة المسائل الفقهية المعقدة التي تحتوي على عدة طبقات أو جمل شرطية وتبسيطها للطلاب لفهم المسألة بصورة أدق وأفضل.
أو يمكننا باستخدام الذكاء الاصطناعي صناعة برنامج بحيث يقوم المستخدم بإدخال سؤاله بطريقة عفوية طبيعية، ثم البرنامج يستطيع بتلقاء نفسه فهم مقلد السائل من خلال فهم الصفحات التي يتابعها مثلا، أو من خلال إدخال المستخدم نفسه، ومن ثم إعطائه الإجابة على السؤال الشرعي بطريقة سهلة ميسرة، إما نصا أو صورة أو فيديو مرئي.
علم الأصول
يمكننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في علم الأصول بحيث لو أعطيناه حكم شرعي معين يستطيع أن يستخرج لنا القواعد الأصولية فيه. أو إنه قادر على أن يعطينا مثلا آراء جميع الأصوليين في قضية معينة.
خاصة أننا لو استخدمنا الذكاء الاصطناعي في علم المعاني، الصرف، النحو وغيره وربطنا بين النتائج فسيحصل تطور كبير في بحث المداليل في علم الأصول.
الاجتهاد
مثلا إيران الآن تعمل على نظام ذكاء اصطناعي خبير جدا بحيث يقوم المجتهد عبر ٣٦ مرحلة بإعطاء مبانيه في مختلف العلوم الإسلامية والنظام هذا يعطيه النتيجة النهائية. من الناحية العملية من الصعب جدا على الفقيه أن يضع بعين الاعتبار هذه المراحل الـ ٣٦ وكل مبانيه عند تحليل رواية ومن ثم تطبيق كل هذه المباني على الرواية وهو أمر صعب وبطيء جدا، ولكن بفضل الذكاء الاصطناعي يمكننا تسريع هذه العملية.
مهم جدا أن أذكر بأن الذكاء الاصطناعي ليس هنا ليستبدل الفقيه أو المجتهد، بل هو أداة في خدمة الفقيه لمساعدته فقط.
التفسير
في التفسير أيضا، لو كان المفسر يمتلك أداة الذكاء الاصطناعي لكان بإمكانه أن يستنبط مداليل كثيرة من الآيات والروايات، ولكان تفسيره الحالي أضعافا مضاعفة من حجمه الحالي.
فالعقل البشري محدود يستطيع أن يرجع إلى عدد محدود من المصادر لكتابة التفسير، ولكن بالذكاء الاصطناعي والدقة الناتجة التي ذكرناها في باقي العلوم يمكنه أن يصل إلى نتائج أكثر وأسرع.
المخطوطات
يمكن للذكاء الاصطناعي باستخدام تقنية التعليم العميق بأن يتعلم قراءة المخطوطات القديمة من خلال إعطائه بعض المتون كنماذج، ومن ثم هو يقوم بنفسه بالتعرف على نوعية الخط وتبديله إلى مكتوبة بخط الكمبيوتر.
التبليغ
مثلا يمكننا أن نستقصي عن طريق الذكاء الاصطناعي أكبر الشبهات الموجودة لدولة معينة من خلال تحليل المنشورات والتعليقات، حتى نعلم كيف نستطيع أن نواجه هذه الشبهات.
أو باستخدام الذكاء الاصطناعي نستقرأ أي جديد في قضية معينة حتى لا نكون متأخرين في المواجهة.
ضرورة جعل الذكاء الاصطناعي محليًا
كما نعلم، الانترنت شبكة واسعة تبدو في الوهلة الأولى أن لا أحد يملكه وأنه تحت سيطرة منظمة عالمية باسم ICAN، ولكن الدولة الأكثر قوة في هذه المنظمة هي أمريكا، فبالتالي القوانين المسيطرة على هذه الشبكة دائما ما تكون في مصلحة أمريكا.
هنا ظهرت الصين وحاولت أن توطن شبكة الانترنت لديها، فبدلا من أن تجعل أمريكا تستفيد من مليارين شخص في الصين، قامت الدولة بإنشاء برامج بديلة للبرامج الأمريكية لشعبها الصيني، مثل WeChat و TikTok وما شابه ومنعت استخدام البرامج الأمريكية في دولتها. الصين قوية جدا في الذكاء الاصطناعي كذلك، بل إنها تتقدم بسرعة لتفوق قوة أمريكا.
هنا لا بد من فهم أهمية جعل الذكاء الاصطناعي محلي الصنع، بل الانترنت كشبكة، وهناك حركات تمردية على هذا النظام القائم. مثلا في ولاية في أمريكا قام البعض بتوصيل شبكة الواي فاي للبيوت ببعضها لصناعة شبكة داخلية، ثم بدأوا بمشاركة بعضهم المعلومات، من مقالات وصوتيات ومرئيات ولم يحتاجوا أصلا إلى استخدام الإنترنت. هذه الولاية عندما ضربها الإعصار، وانقطع الانترنت العالمي هناك، لم يتضرروا، بل استطاعوا التواصل فيما بينهم لتوصيل الإمدادات فيما بينهم وما شابه.
نحن الآن نضع كل شيء لدينا في الكلود كما يقولون، والمستفيد الوحيد من هذا هو الشركات الأمريكية التي تجمع هذه البيانات وتقوي الذكاء الاصطناعي له.
إننا إن أردنا أن نمتلك ذكاء اصطناعيا يحكمه القوانين الإلهية لا بد من أن نصنعه بأنفسنا ونغذيه البيانات والمعلومات الدينية والثقافية الخاصة بنا، حتى يستطيع أن يقدم لنا معلومات جيدة صحيحة.
كيف نواجه الذكاء الاصطناعي ؟
- ضرورة التوجه؛ وهو الغرض من هذه المحاضرة
- ضرورة تحديث المنهج التعليمي الحالي ليناسب تغيرات وتحديات المستقبل (Futurology)
- ضرورة التخصص فيه لنستطيع بناء ذكاءنا الاصطناعي الخاص بنا أو ترويض الذكاء الاصطناعي الموجود في العالم.
تعليم الذكاء الاصطناعي في البحرين
- أكاديمية الذكاء الاصطناعي في بوليتكنك البحرين
- الماجيستير في أنظمة الذكاء الاصطناعي في جامعة البحرين
- جمعية الذكاء الاصطناعي
تعليم الذكاء الاصطناعي في إيران
إيران تحتل الرتبة الثامنة عالميا في البحوث العلمية حول الذكاء الاصطناعي بعد كل من الصين، أمريكا، بريطانيا، استراليا، ألمانيا، كندا وفرنسا.
وبناء على ما جاء في كتاب توطنة (بوم شناسي) الذكاء الاصطناعي لشركة بارت الإيرانية حتى سنة ٢٠٢٠ هناك حوالي ١٠٠ شركة تعمل في هذا المجال في إيران.
كذلك تم فتح تخصص الذكاء الاصطناعي لمرحلة الدكتوراه في سنة ٢٠١٩ في كل من هذه الجامعات في إيران:
- فروع جامعة أبو علي سينا في همدان، اصفهان، تبريز، زنجان
- جامعة الشهيد بهشتي في سمنان وشيراز
- جامعة صنعتي اصفهان
- جامعة صنعتي أمير كبير
- جامعة صنعتي شريف
- جامعة العلم والصناعة
- جامعة خواجة نصير الدين
- جامعة فردوسي في مشهد ويزد
- جامعة الشهيد باهنر في كرمان وطهران
- جامعة صنعتي شاهرود
نماذج من الذكاء الاصطناعي
نستطيع أن نقسّم هذه النماذج إلى قسمين. نماذج تفيد البشرية ونماذج في ضرر البشرية
النماذج المفيدة
مؤسسة باقر العلوم
مؤسسة نور للبرمجيات
Craft
Tomi
Voice.ai
النماذج المضرّة
الانتخابات الأمريكية ومعرفة ماذا يريدون وماذا يحتاجون واستهدافهم حسب ميولهم
شركات التسويق
الفيديوهات والصور المزية Deepfakes حيث استُخدمت في الانتخابات الأمريكية مثلا، لإعادة صنع صوت ووجه شخصيات مشهورة تقول أشياء لم تقلها، أو تظهر في أماكن لم تكن فيها، وهنا نكتة مهمة: لا تصدقوا في هذا الزمن كل ما ترون، فهؤلاء بإمكانهم أن يخربوا سمعة القادة أو العلماء أو المؤمنين بالذكاء الاصطناعي ومن ثم ابتزازهم بدفع أموال طائلة مقابل أمور لا حقيقة لها.
نتيجة البحث
نتيجة هذا البحث هي أننا يجب أن لا نسارع إلى القول بأن الذكاء الاصطناعي ليس مفيدًا للعلوم الإسلامية، وهذا له حل ، والحل أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة تحت تصرف المؤمن من أجل بسط ولاية الله، ومن ناحية أخرى، لا ينبغي أن نتحمس له كثيرا، ونقول: لم نعد بحاجة إلى العلماء، الفقهاء، الأطباء، المهندسين، إلى آخره.… بل يجب أن نستغل الفرص الموجودة فيه ونكون نحن رأس القطار المتحكم به.
كما أن هذا الجدل بين الفلاسفة المتخصصين في الإنسان وذكائه والمهندسين الكمبيوتر المتحمسين بأنهم قادرين على خلق شيء يحاكي الإنسان قائم. وهذا الجدل له ثمرات جيدة.. من جانب يمكن الفلاسفة من تطوير نظرياتهم في ماهية الإنسان وما يميزه عن غيره، ومن جانب آخر يكسر غرور المهندسين بأن فعلا عقل الإنسان يعمل أشياء مستحيل تحويلها إلى خوارزميات رياضية للذكاء الاصطناعي.
اللهم لا تجعلنا من المعارين (أي الذين يكون إيمانهم استعارة) ولا تخرجنا من التقصير.